أخبار

وفقاً للدراسة، يمكن للأعاصير أن تكون بمثابة وسيلة نقل للمواد البلاستيكية الدقيقة

إعلان

نعم، تشير الدراسات إلى أن الأعاصير وغيرها من الأحداث المناخية القاسية قد تلعب دورًا في نقل المواد البلاستيكية الدقيقة. يمكن أن تحمل الرياح والمياه هذه القطع الصغيرة من البلاستيك بعيدًا عن مناطق اليابسة وينتهي بها الأمر بالترسب في أماكن بعيدة، بما في ذلك المحيطات والمناطق الأخرى. أثناء العواصف الشديدة مثل الأعاصير، يمكن سحب مياه البحر إلى الغلاف الجوي بكميات كبيرة، ومن المحتمل أن تحمل معها جزيئات بلاستيكية دقيقة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للرياح القوية المرتبطة بهذه الأحداث أن تنشر المواد البلاستيكية الدقيقة عبر سطح الماء. ويمكن أن يكون لذلك تأثيرات كبيرة على النظم البيئية البحرية والأنظمة الأرضية أيضًا.

الدراسة التفصيلية

ومن المثير للاهتمام أن نرى كيف يمكن أن يكون للظواهر الطبيعية تأثيرات كبيرة على توزيع المواد البلاستيكية الدقيقة، حتى في المناطق التي تبدو بعيدة أو ذات نشاط صناعي قليل. يبدو أن الدراسة التي ذكرتها كانت فرصة فريدة للباحثين لدراسة دور الأعاصير في نقل المواد البلاستيكية الدقيقة، والاستفادة من إعصار لاري كحدث طبيعي لجمع البيانات.

وتشير النتائج إلى أن الأعاصير قد تكون في الواقع عوامل نقل مهمة للجسيمات البلاستيكية الدقيقة، مما يزيد بشكل كبير من تشتتها مقارنة بالفترات التي لم تتأثر بهذه الظواهر الجوية المتطرفة. وهذا يسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم أفضل لكيفية تأثير الأحداث المناخية القاسية على توزيع وتأثير المواد البلاستيكية الدقيقة في بيئات مختلفة.

إن اكتشاف أن إعصار لاري قد نقل ما يقرب من أربعة أضعاف كمية المواد البلاستيكية الدقيقة مقارنة بعاصفة أخرى تم تحليلها مسبقًا، يسلط الضوء على أهمية مراعاة التباين بين الأحداث الجوية الفردية عند دراسة نقل المواد البلاستيكية الدقيقة من خلال هذه الظواهر الطبيعية. ولهذه النتائج آثار مهمة على إدارة التلوث البلاستيكي الدقيق والتخفيف منه، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى معالجة ليس فقط المصادر المباشرة للتلوث، ولكن أيضًا العمليات الطبيعية التي يمكن أن تزيد من انتشاره.

من أين أتت هذه المواد البلاستيكية الدقيقة؟

يمكن أن يكون للمواد البلاستيكية الدقيقة أصول ومصادر دخول مختلفة إلى البيئة. بعض المصادر الرئيسية تشمل:

1. **تفتيت المواد البلاستيكية الأكبر حجمًا:** يمكن أن تنشأ المواد البلاستيكية الدقيقة من تفتيت الأجسام البلاستيكية الأكبر حجمًا، مثل الزجاجات والحقائب ومواد التغليف ومعدات الصيد. يمكن أن يؤدي التعرض لأشعة الشمس والرياح والماء إلى كسر هذه العناصر إلى قطع أصغر بمرور الوقت.

2. **غسل الأقمشة الاصطناعية:** عندما نغسل الملابس المصنوعة من ألياف صناعية، مثل البوليستر والنايلون، يمكن أن تتطاير جزيئات بلاستيكية صغيرة في الماء. ويمكن بعد ذلك أن تدخل هذه الألياف إلى شبكات الصرف الصحي ويتم نقلها في النهاية إلى المسطحات المائية.

3. **الخرزات الدقيقة في منتجات العناية الشخصية:** غالبًا ما تحتوي بعض منتجات العناية الشخصية، مثل مقشر الوجه ومعجون الأسنان، على خرزات بلاستيكية دقيقة كمكونات كاشطة. عند استخدام هذه المنتجات وشطفها، يمكن أن تتدفق الميكروبيدات إلى شبكات المياه وينتهي بها الأمر في المحيطات.

4. **التخلص غير المناسب من النفايات البلاستيكية:** يمكن أن يؤدي عدم التخلص بشكل مناسب من النفايات البلاستيكية بشكل عام، سواء في مدافن النفايات غير الملائمة أو مباشرة في البيئة، إلى إطلاق المواد البلاستيكية الدقيقة في التربة والمياه.

5. **الأنشطة الصناعية:** يمكن أن تؤدي بعض الأنشطة الصناعية، مثل إنتاج المواد البلاستيكية ومعالجتها، إلى إطلاق المواد البلاستيكية الدقيقة مباشرة في البيئة.

في الحالة المحددة المذكورة بشأن اللدائن الدقيقة التي تم التقاطها أثناء إعصار لاري، قد يختلف الأصل الدقيق للجسيمات البلاستيكية الدقيقة. ربما تم نقلها من مصادر أرضية قريبة، مثل المناطق الحضرية أو الساحلية، أو ربما تم جلبها من مناطق بعيدة عن طريق الرياح والتيارات المحيطية. بالإضافة إلى ذلك، ربما لعبت المساهمات المحلية، مثل الحطام البحري أو النفايات البلاستيكية الناتجة عن الأنشطة البشرية، دورًا مهمًا في كمية المواد البلاستيكية الدقيقة التي تم اكتشافها أثناء الإعصار وبعده.

عواقب وخيمة

تعد العواقب الخطيرة لوجود الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في البيئة مدعاة للقلق في العديد من المجالات، وتكشف الدراسات حول هذا الموضوع بشكل متزايد عن الآثار السلبية المرتبطة بهذه الجزيئات البلاستيكية الصغيرة. وفيما يلي بعض من أهم العواقب:

1. **التأثيرات على الحياة البحرية:** يمكن أن تخطئ الكائنات البحرية في اعتبار المواد البلاستيكية الدقيقة غذاءً لها، مما يؤدي إلى ابتلاعها عن طريق الخطأ. وهذا يمكن أن يسبب أضرارا جسدية، وعرقلة الجهاز الهضمي، وانخفاض القدرة على الأكل وحتى الموت. علاوة على ذلك، يمكن أن تحمل الجسيمات البلاستيكية الدقيقة ملوثات كيميائية يمكن إطلاقها في أجسام الحيوانات البحرية، مما يزيد من المخاطر الصحية.

2. **تلوث السلسلة الغذائية:** نظرًا لأن الكائنات البحرية تبتلع المواد البلاستيكية الدقيقة بمستويات غذائية مختلفة، فإنها يمكن أن تتراكم وتتركز على طول السلسلة الغذائية. وهذا يعني أن الكائنات الاستهلاكية الأولية، مثل العوالق الحيوانية والأسماك الصغيرة، يمكنها نقل المواد البلاستيكية الدقيقة إلى الحيوانات المفترسة الأكبر حجمًا، بما في ذلك البشر.

3. **التأثيرات على النظم البيئية الأرضية:** يمكن أن تنتقل المواد البلاستيكية الدقيقة عن طريق الهواء والماء إلى النظم البيئية الأرضية، حيث يمكن أن تستمر في التربة والمياه، مما يؤثر على التنوع البيولوجي والدورات البيوجيوكيميائية. علاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر على نوعية التربة والمياه، مع ما يترتب على ذلك من عواقب على الزراعة والموارد المائية.

4. **التأثيرات على صحة الإنسان:** يمكن أن يشكل وجود المواد البلاستيكية الدقيقة في الطعام ومياه الشرب والهواء مخاطر على صحة الإنسان. يمكن أن يؤدي تناول المواد البلاستيكية الدقيقة عن غير قصد إلى تعريض الأشخاص للمواد الكيميائية السامة الموجودة في البلاستيك، فضلاً عن الأضرار الجسدية المحتملة للأعضاء الداخلية.

5. **الخسائر الاقتصادية:** يمكن أن يكون للتلوث باللدائن الدقيقة آثار اقتصادية كبيرة على قطاعات مثل صيد الأسماك والسياحة الساحلية وتربية الأحياء المائية. علاوة على ذلك، يمكن أن يمثل تنظيف ومعالجة المناطق الملوثة بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة تكاليف كبيرة للحكومات والمجتمعات.

ونظراً لهذه العواقب الخطيرة، فمن الأهمية بمكان اتخاذ تدابير للحد من دخول المواد البلاستيكية الدقيقة إلى البيئة، وكذلك التخفيف من آثارها وتطوير حلول علاجية فعالة. ويتطلب ذلك اتباع نهج متعدد التخصصات وتعاوني يشمل الحكومات والصناعة والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني.